يعاني الكثير من الطلاب من صعوبة التركيز أثناء المذاكرة، حيث تتشتت أذهانهم سريعًا أو يشعرون بالملل بعد فترة قصيرة. وقد يؤدي ذلك إلى إضاعة ساعات طويلة دون نتائج ملموسة. لكن الخبر الجيد أن التركيز مهارة يمكن تدريبها وتحسينها عبر عادات يومية بسيطة. هذه العادات لا تحتاج إلى جهد خارق، بل إلى التزام واستمرارية. في هذا المقال من مدرستي بلص، سنستعرض بالتفصيل 10 عادات مثبتة تساعدك على زيادة تركيزك أثناء المذاكرة وتحويل وقتك إلى وقت مثمر، لتصل إلى أهدافك الدراسية بخطوات عملية قابلة للتطبيق فورًا.
العادات اليومية العشر لتعزيز التركيز
1. ضع روتينًا ثابتًا وابدأ في نفس الوقت كل يوم
الروتين اليومي يساعد الدماغ على الدخول في وضع المذاكرة بشكل أسرع. عندما تحدد وقتًا ثابتًا، حتى لو كان ساعة واحدة يوميًا، فإن عقلك سيبدأ تلقائيًا في الاستعداد والتركيز عند حلول ذلك الوقت. على سبيل المثال، إذا اخترت الساعة السابعة مساءً كمواعيد ثابتة، ستلاحظ أن ذهنك يصبح أكثر صفاءً في هذا الوقت بعد أسبوعين فقط من الالتزام.
كما أن الروتين يقلل من القلق الناتج عن "متى أبدأ؟" و"كم سأذاكر؟"، لأن الأمر يصبح عادة تلقائية لا تحتاج إلى قرارات يومية متكررة.
2. ابدأ بفاصل تسخين قصير (5–10 دقائق)
من الأخطاء الشائعة أن يبدأ الطالب مباشرة في أصعب الدروس، مما يؤدي إلى فقدان الحماس سريعًا. جرب أن تبدأ بجولة مراجعة سريعة، أو حل مسألتين بسيطتين، أو إعادة قراءة ملخص قديم. هذا "التسخين" يمهّد عقلك للدخول في أجواء الدراسة ويمنحك شعورًا بالإنجاز منذ البداية.
تشير دراسات في علم الأعصاب إلى أن البدء بخطوات بسيطة يساعد الدماغ على إفراز مادة الدوبامين، وهي المسؤولة عن التحفيز، مما يزيد من استعدادك لمواصلة المذاكرة بتركيز أكبر.
يمكنك أيضًا الاستفادة من (5 نصائح للمذاكرة الذكية باستخدام التطبيقات التقنية)
3. استخدم تقنية البومودورو (25/5 أو 50/10)
تقنية البومودورو من أكثر الأساليب فعالية في إدارة الوقت. الفكرة أن تعمل لفترة مركزة (25 دقيقة مثلًا) ثم تأخذ استراحة قصيرة (5 دقائق). بعد أربع جلسات، تمنح نفسك استراحة أطول من 15–30 دقيقة. هذا الأسلوب يمنع الإرهاق العقلي ويحافظ على نشاط دماغك لفترات أطول.
إذا وجدت أن 25 دقيقة قصيرة جدًا، يمكنك تجربة 50 دقيقة عمل يليها 10 دقائق راحة. المهم أن يكون لديك نظام دوري يجمع بين التركيز والاستراحة.
4. جهز بيئة مذاكرة خالية من المشتتات
المكان الذي تذاكر فيه له تأثير مباشر على قدرتك على التركيز. حاول أن تختار غرفة هادئة ذات إضاءة جيدة وتهوية مناسبة. رتّب مكتبك وأبعد أي أشياء غير ضرورية. الهاتف هو أكبر مشتت حاليًا، لذا ضع هاتفك بعيدًا أو استخدم تطبيقات لقفل التطبيقات المضيعة للوقت أثناء المذاكرة.
بعض الطلاب يجدون أن استخدام سماعات مع موسيقى هادئة (مثل الموسيقى الكلاسيكية أو أصوات الطبيعة) يساعد على تقليل التشتت، بينما يفضل آخرون الصمت التام. جرب ما يناسبك.
5. اكتب أهدافًا واضحة لكل جلسة
الأهداف المحددة تجعل عقلك يعرف بالضبط ما المطلوب إنجازه. لا تكتفِ بعبارة "سأذاكر اليوم"، بل حدد: "سأحل 15 سؤالًا"، أو "سأكتب ملخص الفصل الثاني". الأهداف الصغيرة قابلة للتحقيق وتمنحك شعورًا بالإنجاز مع كل خطوة.
من المفيد أيضًا كتابة هذه الأهداف في دفتر أو ورقة أمامك، وعند إنجاز كل هدف ضع علامة ✔️. هذا يعزز الدافعية ويقلل من التسويف.
6. احرص على نوم كافٍ وجودة نوم جيدة
النوم هو حجر الأساس للتركيز. الطالب الذي يذاكر لساعات متأخرة مع قلة النوم يخسر أكثر مما يربح، لأن ذاكرته تصبح ضعيفة وقدرته على الحفظ والاستيعاب تقل بشكل ملحوظ. حاول النوم 7–8 ساعات يوميًا بانتظام.
تجنب الكافيين أو الشاشات قبل النوم مباشرة، وحاول أن تجعل غرفة نومك مظلمة وهادئة. النوم الجيد لا يقل أهمية عن وقت المذاكرة نفسه.
7. مارس نشاطًا بدنيًا خفيفًا يوميًا
ممارسة الرياضة لا تعني بالضرورة الذهاب إلى الجيم. يكفي 15 دقيقة من المشي السريع أو بعض التمارين البسيطة في المنزل. هذه الأنشطة تنشط الدورة الدموية وتحفز الدماغ على العمل بكفاءة أعلى.
الطلاب الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا يلاحظون زيادة في القدرة على الانتباه وتقليل الشعور بالخمول أثناء المذاكرة.
8. تناول وجبات خفيفة صحية وماء بانتظام
الدماغ يستهلك حوالي 20% من طاقة الجسم. لذلك من المهم تزويده بغذاء صحي. المكسرات، الفواكه، الزبادي، أو حتى قطعة شوكولاتة داكنة يمكن أن تمدك بالطاقة. تجنب الأطعمة الدسمة جدًا أو السكريات المفرطة لأنها تسبب شعورًا بالكسل بعد فترة قصيرة.
كذلك، الجفاف البسيط قد يقلل من مستوى التركيز بنسبة تصل إلى 10%. لذا احتفظ بزجاجة ماء بجانبك واشرب بانتظام.
9. استخدم التقنيات المساعدة: تلخيص، خرائط ذهنية، وبطاقات تكرار
التعلم النشط من أقوى الطرق لترسيخ المعلومات. عندما تلخص موضوعًا أو ترسم خريطة ذهنية، فأنت تجبر عقلك على إعادة صياغة المعلومات وفهمها بشكل أعمق. بطاقات التكرار المتباعد (Flashcards) ممتازة لحفظ التعريفات أو الكلمات.
هناك تطبيقات كثيرة مثل Anki أو Quizlet تساعدك على المراجعة الذكية باستخدام هذه التقنيات. دمج التكنولوجيا مع أسلوبك الشخصي يزيد من فاعلية المذاكرة.
10. راجع أدائك يوميًا وحدد ما الذي يعمل وما الذي لا يعمل
المراجعة الذاتية لا تقل أهمية عن المذاكرة نفسها. خصص بضع دقائق كل مساء لتسأل نفسك: هل أنجزت أهدافي؟ ما الذي ساعدني على التركيز؟ ما الذي أعاقني؟ هذه المراجعة البسيطة تساعدك على تطوير استراتيجيتك يومًا بعد يوم.
مع مرور الوقت، ستتعرف على أفضل أوقاتك وأكثر الطرق فاعلية بالنسبة لك، فتصل إلى أسلوب مذاكرة شخصي يناسبك تمامًا.
ولتحقيق أقصى استفادة من هذه العادات اليومية، أنصحك بقراءة (أفضل طرق المذاكرة 2025) حيث ستجد استراتيجيات عملية تناسب طلاب الثانوية العامة.
نصائح تطبيقية سريعة
- ابدأ دائمًا بأصعب مهمة عندما يكون ذهنك في قمة نشاطه.
- استخدم مؤقتًا بسيطًا لتنظيم الفترات دون الاعتماد على الإحساس بالوقت.
- شارك خطتك مع زميل لتحصل على التزام مشترك.
- جرب تطبيقات مثل Notion أو Google Keep لتدوين أهدافك وملاحظاتك.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل هذه العادات مناسبة لكل الطلاب؟
نعم، لأنها عادات مرنة يمكن تعديلها وفق ظروف كل طالب. الفكرة ليست في تقليد الآخرين حرفيًا، بل في اختيار ما يناسب شخصيتك وجدولك.
كم يستغرق تكوين عادة جديدة؟
الدراسات تشير إلى أن تكوين عادة قد يحتاج من 21 إلى 66 يومًا من الممارسة اليومية. لذلك الصبر والاستمرارية هما العاملان الأساسيان.
ماذا أفعل إذا فقدت تركيزي بسرعة؟
خذ استراحة قصيرة، مارس تمارين تنفس عميق، أو قم بحركة جسدية مثل المشي في الغرفة. ثم عد إلى هدف صغير وبسيط يعيدك للمسار.
هل يمكن تحسين التركيز باستخدام المكملات الغذائية؟
المكملات قد تساعد في حالات نقص معين، لكن الحل الأساسي يكمن في النوم الجيد، التغذية السليمة، والعادات اليومية الصحية. استشر طبيبًا قبل استخدام أي مكملات.
ما أفضل وقت للمذاكرة؟
لا يوجد وقت واحد يناسب الجميع. بعض الطلاب يركزون أفضل في الصباح، وآخرون في المساء. جرّب بنفسك وحدد الوقت الذي تكون فيه أكثر يقظة.